بداية الحركة المسرحيّة في دير الزور
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بداية الحركة المسرحيّة في دير الزور
الحركة المسرحية في دير الزور
يتحدث تاريخ الحضارة الأدبية والفنية عن الأدب المسرحي وتاريخه ، ذلك العلم الذي شغل أذهان النقاد والعلماء في عالم الأدب منذ أن سطع فجر الفن المسرحي من اليونان قديماً مروراً بعصر النهضة حتى العصر الحديث ، فالمسرحية لها ارتباط وثيق بكل ماله صلة في عالم المسرح فهذا الأخير منبر عام ومدرسة الشعب يتوجه بالخطاب على نطاق واسع وبصورة ملونة إلى شعوب متباعدة في التاريخ . فالمسرح يهدف إلى السمو بالناحية الاجتماعية والردع عن مساوئها وهو أقوى وأعمق وسائل نشر الثقافة كما أنه أهم وسائل الترفيه التي أبدعها الذهن البشري في مجال الأدب ولو استمرت هذه الانطلاقة كان لدينا الآن مسرح نفتخر به إلا أن التقاليد وأعراف المجتمع حالت دون ذلك ومات الوليد في المهد .
ومرت الحركة المسرحية في الأدوار التالية فأولى هذه الأدوار كان في عشرينات القرن الماضي ( فترة الاستعمار الفرنسي )
أما الدور الثاني فقد بدأ في الأربعينات بعد طرد الفرنسيين
ليأتي بعدها الدور الثالث في ستينات ذلك القرن
لنتحدث بعدها وبالتفصيل عن تاريخ هذه الأدوار فمسرح المدرسة الأولى أو الدور الأول بدأ تاريخه عام (1926-1930) في ظل الاستعمار الفرنسي وكان الشباب العربي في سورية يناهض الاستعمار بكل الوسائل مستلهماً هذا النضال من تاريخه العريق وأمجاده وحضارته في التاريخ وحبه للحرية والمجد وكان نضال أبناء الفرات جزءاً من هذا النضال حيث قاموا بتقديم الكثير من المسرحيات القومية التي تدعو للحرية والاستعمار. وكانت السلطات الفرنسية في ذلك الوقت تمنع تمثيل المسرحيات المصرية واللبنانية لوضوح مواضيعها التي تتعرض للحرية والاستقلال الذاتي ومن المسرحيات التي قدمت في دير الزور :
(مسرحية صلاح الدين الأيوبي النابغة - عنترة - لولا المحامي ) ومن أبرز الذين عملوا في المسرح في هذه الفترة الأستاذ توفيق قنبر الذي كتب ومثل المسرحيات التالية ( الحي الميت ، الغريب الراعي ) ومن الشباب الذي ساهم في هذه المسرحيات ( توفيق فتيح ، صادق رجب ، إسماعيل حقي ، عبد القادر الفرحان الفياض ، عبد الكريم الفرحان الفياض ، إبراهيم مدلجي ، توفيق مطر ، سعيد السيد ، عبود الشيخ عطية ، فائق المضحي ، بشير الحاج فاضل ، إسماعيل الفراس ) .
أما مسرح المدرسة الثانية وعهد الاستقلال الوطني في الأربعينات فبعد النضال المرير الذي عاناه المواطنون في مكافحة الاستعمار الفرنسي وقدموا من أجل الوطن والحرية الدماء والأرواح حتى انتزعوا النصر وتم طرد المستعمر قام الشباب المثقف بتأسيس المنظمات الثقافية والفنية منها نادي الطليعة للفنون ، نادي الثقافة ، البيت الثقافي فنادي الطليعة تأسس عام 1945وكانت رسالته إحياء وبعث الفنون المسرحية والرسم والموسيقا في وادي الفرات للنهوض بالمجتمع في هذا المجال ومن ابرز أعضائه ( إسماعيل حسني ، صالح شاهر ، عبد العزيز عزاوي ، جلال حسن ، عبد السلام حسن ، صبري شباط ، يحيى حديدي ، سيف علوني ، جورج لولي ، عادل خلوف ، عبد الرحمن المغير ، سعيد بعاج ، عبد القهار عبيد ، حسن عبود ، عبد الرحمن العاني ) وقدموا عدة مسرحيات منها (الضحايا ، مجنون ليلى ، عابر سبيل ، فايز النوري ، عبد الوهاب حقي ، صالح شاهر ) بتقديم المسرحيات التالية ( ميسلون الخالدة ، مراكش المجاهدة ، البوسطجي ) وكانت من إخراج صالح شاهر ومن الأعضاء العاملين السادة صالح نجار ، يوسف حميد ، أنور ركاض ، عبد الله كضيب ، شكري عبد القادر ، فوزي عبيد ، ناجي سالم ، مهدي الدين الحسيني ، عبد اللطيف عبود ، إسماعيل شكري ، بشير الظافر ، عبد الغفور المالي ، عبد الرحمن العاني ، عبد الرزاق جماس ، كمال فتيح ، سعيد حجيلان ) .
أما نادي الثقافة تأسس عام 4491 واستمر لعام 8491 من الشباب المثقف وكان جلال السيد رئيساً للنادي ورسالة النادي تهدف إلى نشر الثقافة والوعي القومي وقدم مسرحية ( في سبيل التاج ) وتوقف نشاط هذا النادي ليأتي بعدها البيت الثقافي الذي أسسه عبد القادر عياش 1944- 1948 وكان فيه مسرح صيفي وشتوي وعمل الأستاذ إسماعيل حسني وبعض أعضاء نادي الطليعة على المسرح الشتوي وقدموا بعض المسرحيات القومية والاجتماعية منها ( المجرم ، عدو النور ) ليتوقف نشاط هذا النادي. وبعد هذا الزخم المسرحي في عهد الاستقلال تأتي المدرسة الثالثة في عهد الوحدة بين سورية ومصر فقد أسس المركز الثقافي بدير الزور ليؤدي رسالته في تعميم المعرفة والثقافة الفنية بين الجماهير والتعريف بالحضارة العربية ونشر رسالتها وانطلاقاً من هذا المبدأ بدأ المركز الثقافي بدير الزور بتقديم المسرحيات القومية والاجتماعية بإخراج علمي مدروس ومن مسرحيات المركز الثقافي ( ثمن الحرية - معركة الثأر - رعاية الأسرة - الوحدة - الزوج السابع- التوبة - الخروج من الجنة - فندق السعادة ) وكان إخراج هذه المسرحيات يتم وفق احدث الأساليب العلمية والفنية و تم استخدام الديكور والأزياء المختلفة والإضاءة الموزعة والملونة الموسيقى التعبيرية .
وفي هذه المرحلة ساهمت الفتاة الديرية المثقفة بالعمل المسرحي لينطلق مسرح جمعيتي المرأة العربية والنهضة النسائية بدير الزور وقدمت العديد من المسرحيات القومية والاجتماعية ليساهم مسرح دار المعلمات الذي تأسس عام 1965 - 1967 بالحركة المسرحية وذلك بفضل نشاط مديرة الدار السيدة هيفاء الصواف فقدمت بعض المسرحيات منها ( مسرحية منديل الخرز - كان يا مكان - هند بنت النعمان - يا رايح كثر الملايح ) وكانت من تمثيل طالبات دار المعلمات .
كما قام مسرح دار الفنون بدير الزور الذي تأسس 8691 بتقديم عدد من المسرحيات القومية والاجتماعية الفكاهية منها ( بقالية الأمانة - الفدائي - الولد العاق - كروية أم مبسوطة - ضايعة الطاسة - ينتمايلك - الوفاة ) .
كما ساهم مسرح اتحاد الطلبة بالحركة المسرحية فقدم في مناسبات قومية ومدرسية عدداً من المسرحيات منها ( لهو الأصدقاء - مجلس العدل - فات الآويان - حكم حواء - و أسفاه - أعمال بني صهيون ) إضافة إلى مسرح اتحاد شبيبة الثورة الذي ساهم بالحركة المسرحية لمسرحيات ( الدكتور النصاب ولدي بالكلية - العتالين - وتعد الحش - أني بلدي ) .
وفي عام 1966 قدم مسرح الفلكور الشعبي أول عمل للفلكور الشعبي قام بهذا العمل الأستاذ إبراهيم العكلي وأقيم المهرجان الأول المسرح المدرسي عام 1970 في مدينة دير الزور اشتركت فيه مدارس دير الزور وقدمت عدد من المسرحيات القومية الاجتماعية والفكاهية والفنانية . وفي عام 1971 أقيم مهرجان المسرح المدرسي الثاني في مدينة طرطوس وشاركت مدارس دير الزور بهذا المهرجان ونال المسرح المدرسي لدير الزور جائزة القباني الذهبية على الاوبريت الشعبية موسم الفرح و كان يشرف عليها الأستاذ محمود إسماعيل .
صحيح أن الحركة المسرحية في الماضي أنشط من الحاضر إلاّ أنّها عانت الكثير من خلال تفكير الجمهور بأن التمثيل اكبر معيبة تحدث في تاريخ البشرية أما حالياً فالأمر اختلف وتفهم الجمهور ذلك الوضع وأضاف قمنا بتشكيل مجموعة من الشباب عام / 1950 / سميناها بشباب دير الزور للحركة المسرحية وكان مقرها يوسف العظمة وكانت إقامة المسرحيات تتم على مسرح سينما القاهرة ومسرح سينما فؤاد . . ولا ننسى دور الفتاة الديرية بالظهور على خشبات المسرح ومخاطبة المرآة عن طريقه .
وعن قلة المسرحيات في الوقت الحالي و كثرتها في الماضي نقول: الجواب ببساطة قلة النصوص التي تكتب في الوقت الحالي ، فكان زهير الفراتي يكتب النصوص و يخرجها كما استطاع الأخير أن يعيد نادي الطليعة للفنون و كان ذلك في أواخر الستينات و بداية السبعينات بالتعاون مع بعض الشباب للنهوض بالمسرح و كانت المسرحيات تحاكي واقع دير الزور و منها مسرحيات عن التعازي و دفن الموتى و الأعمال التي تحدث في دير الزور . و كان هناك المسرح المدرسي الذي قام على تشكيله الفنان خالد تاجا فاستطاع أن يدرب المسرحيين من الطلاب و الطلبات و كان أول ظهور لهم على مسرح مدرسة البنات الأولى . كما لم يقتصر العمل على مسارح دير الزور فقط و إنما تعدى ذلك ليطال مسرح المركز الثقافي في الرقة بعرض أعمال دير الزور وتقاليدها و كان ذلك يتم على نفقتنا الخاصة دون دعم من احد .
المدرّس :غسّان خزام- دير الزور – مدير ثانويّة الياس حرب
غسان خزام مدير الياس حرب- المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 12/04/2010
الموقع : مدير ثانويّة الياس حرب في دير الزّور
غسان خزام
غسان خزام-مدرس لغة عربية -مدير ثانوية الياس حرب -دير الزور
عدل سابقا من قبل غسان خزام .. في الثلاثاء أبريل 13, 2010 6:50 am عدل 1 مرات (السبب : تعديل الاسم)
غسان خزام مدير الياس حرب- المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 12/04/2010
الموقع : مدير ثانويّة الياس حرب في دير الزّور
تعديل
غسان خزام- مدرّس لغة عربيّة -مدير ثانويّة الياس حرب -دير الزور
غسان خزام مدير الياس حرب- المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 12/04/2010
الموقع : مدير ثانويّة الياس حرب في دير الزّور
شكر على المشاركة
كل الشكر للأستاذ غسّان على المشاركة الجميلة
المدرّسة سلوى- Admin
- المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
مواضيع مماثلة
» بدايات الحركة المسرحيّة في سوريا ولبنان
» الحركة العلمية في العصر العباسي
» أثار دير الزور
» أثار دير الزور
» الجسر المعلق بدير الزور
» الحركة العلمية في العصر العباسي
» أثار دير الزور
» أثار دير الزور
» الجسر المعلق بدير الزور
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى