لغة الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اللغة العربية و الهوية الحضارية للأمة

اذهب الى الأسفل

اللغة العربية و الهوية الحضارية للأمة Empty اللغة العربية و الهوية الحضارية للأمة

مُساهمة  ريم العبيد الخميس أبريل 15, 2010 10:08 am

جاء من يلقى على بتحية الصباح ، وبعد أن رددت عليه تحيته سألني مشفقاً أو يائساً من حالنا الذي تردى إلى هذه الدرك !!: ما أحوال اللغة معكم ؟!.. حتى أنني أُُلبِِسَ عليَّ ، ولم أتفهم سؤاله !! .. فأوحيت إليه بإشارة : إنني لم أفهم ؟ أو ربما لم أسمع ما قاله !! فما كان منه إلا أن رد علي مجيباً بالسؤال نفسه!، والرد المطلوب قائلاً : أسأل عن أحوال اللغة ، فلم يعد لنا شيء بعد ذلك إلا هي !! ، فلم تبق إلا اللغة نخشى أن يأخذوها منا!! ، أو حتى يدفعونا لأن نتخلى عنها !! بعد ما تجرأوا على كل شيء يخصنا !! ..

وهنا أفقت لنفسي ، وعرفت أننا أمة حية ، أمة ما زالت في رباط إلى يوم القيامة؛ ظاهرون على الحق؛ لا يضرهم من خذلهم ، حتى لو اجتمعت عليهم كل كلاب الأرض... إنه الجيل العربي المسلم الواعد، الذي يرابط على ثغور قيمه وعقيدته وحضارته الراقية، ألهبت الحالة الآنية حواسه ، وأشعلت فكره ، وفجرت ينابيع الفطرة في ذاته ، فانهمر فيض الخير من شرايين الجيل العربي المسلم كله ، غير هياب لأية ضغوط أو ممارسات ، فلم يعد يهمه غير عقيدته ، وعروبته ، ولغته ،وتراثه ، الممتد بأسباب الحياة من معين القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وسيرة الخالدين من أجداده الذين قوضوا أركان الظلم في كل مكان وأشعلوا منارات الهدى والنور في ربوع العالم .

من ثم ، وجدتني مدفوعاً لأن اطمئن هذا الصديق وأمثاله من شبابنا الواعد . الذي ذكت عقله نار الأحداث الدائرة هناك في فلسطين الحبيبة، وفي العراق وفي أفغانستان، فهو وكل أمثاله من شباب الجيل ، بنين وبنات ، يرون أنفسهم هناك مع أخوانهم في خندق واحد ، حتى لو فصلتهم الحدود والحشود، وهم يستحثونا على أن نناضل أمثالهم؛ لندفع عن أنفسنا وتراثنا غبار العولمة الذري المسموم الذي يأتي على كل شيء ، فتقف حائطاً منيعاً يصد هذه الرياح العاتية التي أوشكت أن تبيد كل شيء في حياتنا ، ولعل أهم ما ندافع عنه الآن ، ونحميه هو " لغتنا العربية " لغة الوحي المبارك ، لغة القرآن الكريم ، لغة الأحاديث النبوية المطهرة، لغة التراث العلمي والفكري الذي يضرب ـ وما يزال ـ بجذوره العميقة في تربة الثقافات العالمية المختلفة ، وليستحي الماكرون والمتآمرون علينا، من أن حضارتنا نورها ساطع سطوع الشمس في رابعة النهار !! فكيف لهم ينكرون إسهامات علمائنا وثقافتنا العربية والإسلامية منذ زمن سحيق في رقي حضارتهم، وتقدم علومهم ؟!! وإذا كنا نحن قد تخلينا عن مقومات التقدم الحضاري في عصور الانهزامية الحضارية والعسكرية التي منيت بها الأمة، عندما تكالب عليها الغربيون ومزقوا أوصالها ، وما يزالون ! فليس هذا انحلالاً لفكرنا الحضاري، أو لعقيدتنا التي تقودنا ، لكنه انهزامية فكرية تملكت عقولنا ردحاً من الزمان ، لكن سرعان ما استيقظ شباب الأمة، وجدد أبناؤها العهد على أن يعيدوا لها مجدها ، ويحيوا تراثها . ومن ثم، أصبح أبناء العرب المسلمين في كل مكان في العالم لا سيما في المؤسسات العلمية، لهم إسهاماتهم الوافرة والمتقدمة في مؤسسات الغرب ، والشواهد على ذلك كثيرة.. فلعلنا ـ وسط هذا الركام المتعاظم من البلاءات التي تتدافع على رؤوس الأمة الإسلامية والعربية ، نعى خطورة اللغة ووظيفتها في الحياة فهي" التفكير ، وهى التخيل ، بل لعلها المعرفة نفسها ، بل الحياة نفسها" ـ كما يقول أحد المفكرين العرب ـ إذ لا يعقل أن يفكر إنسان ما خارج اللغة، فالإنسان كائن لغوى بفطرته ، فماذا لو كانت هذه اللغة ، هي لغتنا العربية ، لغة الدين ، والحضارة ، لغة العبادة ، والتفكير ، لغة العرب والمسلمين كافة ، إنها عروتهم الوثقى التي تربطهم بدينهم وحضارتهم ، فهي هويتهم وذاتهم ، والصلة التي تصلهم بربهم ، وتترجم عن إيمانهم ووعاء تراثهم ، ورمز قوتهم ، بل هي ـ إن صح التعبير ـ سر وجودهم في هذه الحياة ، لا سيما في مثل هذه الظروف الراهنة ، وبدون هذه اللغة لن يكون للعرب شأن في هذا العالم ، أي شأن !! .

من ثم، يعي أعداء الأمة المتربصون بها ، خطورة هذه اللغة الحية ، التي استطاعت أن تصنع هذه الحيوية الحضارية في أمة كانت لا تعرف القراءة ولا الكتابة !!.

من ثم، لاقت اللغة العربية ـ منذ قرون سلفت ـ مواجهات عديدة ، وواجهت دعاوى فاسدة كثيرة أرادت أن تنال من قدراتها ومقوماتها الإنسانية والحضارية ، تسعى جميعها لتحطيمها في نفوس شباب الأمة ، وإحلال لغات عامية محلية عديدة محلها ، وهم يعرفون مدى خطورة ذلك عليها وعلى أبنائها ، فكانوا دائماً يحدبون على إقصائها عن حياتنا ، وتدشينها في بطون كتب تتراص على أرفف خزائن الكتب ، واتهامها بالصعوبة والعسر حيناً ، والتعقيد والثقل والتأبي على الفهم أحياناً، بوصفها ـ كما يرون ـ لغة تراثية قديمة ، لا تستطيع مواكبة العصر الحديث بكل ابتكاراته المتلاحقة ، ومن ثم فهي تعجز عن ملاحقة التقدم الحضاري ، والتقني الذي يزدهم به العصر ، من هنا<

اللغة

ريم العبيد

المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 09/03/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى