المسرح المدرسي

بعد 52 عاماً من العمل في المسرح المدرسي اليوسف: يمكن للمسرح المدرسي أن يكون متجدداً بتجدد عناصره

12/10/2008
- بعد أن عمل في المسرح المدرسي الشبيبي لمدة تقارب ا لنصف قرن أصبح لديه

رؤية واضحة حول هذا المسرح وكيف يمكن النهوض به، وماهي المشكلات التي تعترض تقدمه .‏

الكاتب والمخرج المسرحي نصر اليوسف الذي قدم للمسرح المدرسي العديد من العروض المسرحية تأليفاً وإخراجاً .‏

التقيناه مؤخراً وحدثنا عن المسرح المدرسي وسبل تطويره وقال في البداية عن تجربته في هذا المسرح قائلاً :‏

- عملت في المسرح المدرسي لمدة ربع قرن تقريباً - في سوريةوفي الامارات العربية المتحدة - قدمت خلالها مسرحيات قصيرة من تأليفي عدا مسرحية واحدة من تأليف الصديق المسرحي وليد فاضل..ومن أهم تلك المسرحيات:‏

نداء الأرض - الخوذة المثقوبة - محاكمة الشيطان - الحصاد - سر البستان ...‏

وليبدو لي أن المسرح المدرسي بعد كل هذه الفترة خطا الى الأمام كثيراً وكأنه يدور في حلقة مفرغة، فالتسهيلات ذاتها - إن لم تكن تراجعت قليلاً - والمعوقات لم تتغير ، والتوصيات لدفع المسرح المدرسي قدماً تتكرر، ولا تخرج عن كونها توصيات موسمية ، لكني أعترف أن المسرح المدرسي كان أكثر جذباً وأكثر رعاية للطلاب فيما مضى ربما لأن علاقته كانت منحصرة في جهة تربوية واحدة هي منظمة اتحاد شبيبة الثورة ، فكانت رعايتها مباشرة وزياراتها وتشجيعها لايكادان ينقطعان عن الفرق في مدارسها طيلة فترة التدريب بل وبعد تقديم العروض .‏

ولاأريد أن أربط عدم تقدم المسرح المدرسي بتراجع زخم المسرح ككل ولاسيما أن المسرح المدرسي يمكن أن يكون متجدداً بتجدد عناصره وارتباطه بمجتمعه ارتباطاً مباشراً سواء في المدرسة أو خارجها ، ولايمكن أن تؤثر عليه طوارىء التقانة من سينما أو تلفاز أو حاسوب كما في المسرح العام .‏

٭هل تحدد لنا رؤيتك للمسرحية المدرسية:‏

- هي - من وجهة نظري - مايقدمه الطلاب على المسرح - من قضايا تمسهم مباشرة سواء في واقعهم الآني وعلاقتهم بالمدرسة والمنهاج والمجتمع أو في مستقبلهم ومايتطلبه منهم من نشاط ودأب ورؤية مشرقة‏

٭ من يقوم بمهمة المسرح المدرسي برأيك؟‏

- يبدو لي أن أفضل من يقوم بمهمة العمل في المسرح المدرسي هم المعلمون لأن المسرح المدرسي مسرح تربوي أولاً وأخيراً ، وأقرب المعلمين تجانساً مع المسرح هم معلمو اللغة العربية لأن المسرح في النهاية نوع من الأدب بشروط خاصة وهؤلاء ليسوا مخرجين بالتأكيد، ولكنهم يمكن أن يلعبوا دوراً بناء في اختيار النص المناسب وتوزيع أدواره، وتحديد أنماط الالقاء في تلك الأدوار، ومن هنا تبدو لي الحاجة إلى تفريغ مختصين في المسرح من ذوي التجارب في العمل المسرحي من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية ليعملوا كموجهين في المسرح، ويكون لهم دور مباشر بتقييم هؤلاء المعلمين الى جانب موجهي الاختصاص، لتكون علاقتهم قانونية وفاعلة وملزمة للمعلم‏

٭ ماهي مهمة المسرح المدرسي برأيك؟‏

- أعتقد أن من أولى مهمات المسرح المدرسي تحسين العلاقة بين الطالب وبيئته المدرسية والاجتماعية بحيث لاتبقى المدرسة مصدراً رتيباً لتلقي النصائح المعرفية والأخلاقية بل تصبح مكاناً معرفياً يسمع فيه الطالب صوته ويطرح فيه رأيه بصورة مرحة ولبقة .‏

وبحيث يستطيع تحسين ظروفه الاجتماعية من خلال طرح مشاكل الطالب لتبديد القلق وإبعاد الرؤى الاجتماعية الضبابية وتمكين علاقته ببيئته وتقاليد مجتمعه الايجابية .‏

ومن مهام المسرح المدرسي تشجيع الطالب ودعم ثقته بنفسه، وتعويده التحدث بالفصحى والاصغاء الى الحديث بها ،وتطوير القائه بجعله يكتشف مخارج الحروف ودور الالقاء الجيد على المتلقي.‏

وسيكتشف المعلمون جميعاً تحسن الصيغ الاجتماعية لكل الطلاب المشاركين في المسرح وزيادة قدرتهم على الحفظ والاندماج في الجماعة .‏

وسوف يزيد المعلمون من أهمية المسرح المدرسي إذا اختاروا له طلاباً يعانون من مشاكل في النطق نتيجة الخجل أو يعانون من تعود العزلة والانطوائية ، بل يمكن أن يعطى المسرح دوراً أكثر أهمية عندما نكلف طلاباً ميالين الى الافراط في العدوانية بأدوار فيها مشاهد عنف، يؤدونها بحضور اختصاصيين نفسيين لمراقبة تصرفاتهم في أدوارهم المسرحية ليصار الى الاستفادة من ملاحظاتهم في حل مشاكل هؤلاء الطلاب .‏

٭ وعن موضوعات المسرح المدرسي قال:‏

- لاشك أن موضوعات المسرح المدرسي مهمة جداً وتحتاج الى حساسية عالية لاختيارها، ولاسيما أنها ستعزز سلوكيات بعينها، أو تستبعد سلوكيات أخرى ، كما يطلب منها (الموضوعات ) أن تؤكد وتنمي الشعور الوطني والقومي والانساني لترادف أهداف المنهاج المدرسي.‏

ومن الجميل جداً أن يكون المنهاج المدرسي هو منجم موضوعات المسرح المدرسي عن طريق مسرحته وتقديم معلوماته بطريقة درامية الى حد ما ولاأعني أن يتحول المسرح المدرسي الى خطب أو طروحات أساسها المباشرة والوعظ وإسداء النصائح والتعليمات .‏

٭ ماهو المطلوب من المسرح المدرسي - ليكون مسرحاً مدرسياً ؟‏

- أن يقدم عروضه في المدارس أمام جمهور الطلاب ( أو أكبر عدد منهم) لأن غايته تدعيم القيم المدرسية في نفوس الطلاب وتعريفهم بالمسرح ودوره الحضاري وتعتبر هذه القضية ( تقديم العروض في المدارس) من أهم المشاكل التي تواجه المسرح المدرسي ليس في سورية فقط بل في الوطن العربي بصورة عامة لعدم توفر قاعات العروض في أكثر المدارس، ولعدم وجود آلية محددة لإقامة العروض المسرحية، فمعظم العروض تتدرب عليها فرقة المسرح لعدة أشهر لتقدم في نهاية الموسم ولمرة واحدة على الأغلب أمام لجنة التحكيم وينتهي الموسم المسرحي دون أن تراه جماهير الطلبة، ولاأعني - بالتأكيد- أن يعرض المسرح المدرسي في المدارس فقط، بل يمكن اختيار أفضل العروض المسرحية وأقربها الى الشكل المسرحي المتكامل لتقدم أمام محكمين يعطونها ترتيبها الملائم، ليرشح أحسنها الى المهرجان المركزي بعد أن تكون قدمت في المدارس، ورآها الطلاب واستمتعوا بها واستفادوا منها، وأضافت الى مدارسهم ونفوسهم ملمحاً حضارياً جميلاً ومحبباً أيضاً .‏

٭ عبد الحكيم مرزوق‏

يسلموووو على الطرح الجميل